تقول اوبرا وينفري " اطرح الأسئلة الصحيحة ، ودائماً ما ستكشف الإجابات عن نفسها "
أعتقد أن أوبرا وينفري نسيت نقطة مهمة جداً ، فالباحث عن بصيرة ليس إنسان يحمل داخله مجموعة من الأسئلة فقط ، الباحث عن بصيرة يعرف تماماً أين يبعث بالأسئلة ، فالناس في أغلبهم لا يستطيعون قول لا أعرف ، لذلك سيتعب السائل الحقيقي من مد رجليه . لذلك عندما نمتلك أسئلة صحيحة علينا أن نبحث عن خبرائها و العلماء بها . وإن كانت في نظرنا سهلة و بديهية ، الحقيقة أن في الواقع كل شيء معقد . وعندما تواجه مثل تلك الأسئلة يوما ما ستجد نفسك أمام متاهات لا نهاية لها . وأن تلك الكلمات التي تعتقد أنها حلول باتت عاجزة عن إنقاذك . قبل فترة ليست بالقصيرة نبتت في عقلي أسئلة تخص العمل بعد مواقف و حوارات طويلة ، عندما تقرأ الأسئلة في البداية تشعر انك مندفع للإجابة ولكن عندما تفكر بالسؤال اكثر تشعر أن الإجابات تتعقد ولذلك هي أسئلة للخبراء .جالت أسماء عديدة في راسي ولكن بعثت بأسئلتي لأسم واحد متيقنة أن الإجابات ستأتي دون عناء . كتبت لها : أستاذة اعمل على مقال عن العمل ، وأحب أن يكتمل بعمق التجربة لو تسمحين لي بسؤالين : لو اتصل بك شخص عزيز جداً عليك وقال اليوم هو أول يوم عمل لي ما نصيحتك ؟ ما هو الشيء الذي تمنيتي أن يخبرك به أحد في أول يوم عمل لك ؟قالت : الحقيقة لا بد أن نفهم ان بيئات العمل ليست بيئات مثالية تماماً أو نقية بمعنى أدق ، السمية موجودة ولكن تختلف بدرجاتها من بيئة إلى أخرى . والسبب بديهي جداً ، بيئة العمل خليط من شخصيات متنوعة جاءوا من بيئات متعددة بأهداف مختلفة ، إذا هناك تنافس وهناك قلق مكاني يحمله الجميع . لذلك استطيع ان اقول لك أن التركيز على الأهداف و الإستمرار في ذلك هو السر الحقيقي خلف كل قصة نجاح لم تسقط . ولكن لنتسأل قليلاً هل هناك فعلاً ( أعداء نجاح ) ؟ الحقيقة نعم ولكن السؤال الأهم كيف خرجوا ؟ هل خرجوا عند الشهر الأول أو الثاني ؟ إطلاقا !خرجوا عند النجاح الأول والثاني ، لذلك علينا أن نركز أن الأعداء ليس بالضرورة يكرهوننا لذاتنا بل يكرهون نجاحاتنا . وحتى لا نمكنهم من تدميرنا وتدمير نجاحتنا علينا أن نحافظ على التركيز كما قلت .وأن ننظر لتلك المحاولات على أنها مؤشرات فعلاً لنجاحنا الحقيقي و المؤثر . فعندما يتصيدون الأخطاء تأكد أنك ناجح ، وعندما يقللون من إنجازاتك تأكد أنك ناجح ،وعندما يضخمون أخطائك تأكد أنك ناجح ، وعندما يبدلون كلماتك ويفسرون أفعالك تأكد أنك لست ناجح فقط بل ملأت الدنيا وشغلت الناس .لماذا أكرر على قضية التركيز ؟ لأننا شهدنا بدايات عظيمة ولكنها اليوم كأنها لم تكن !! بدايات لم يكتب لها الاستمرار ليس لأن أصحابها قرروا التوقف بل لأن أصحابها فقدوا اتجاهاتهم ، كانوا كل صباح يستيقظون لأهدافهم ثم أصبحوا يستيقظون لمعاركهم ، يبررون أخطائهم ويقسمون على إنجازاتهم و ردود افعالهم لا تتوقف . أتساءل هل كان من الصعب أن يتجاهل الإنسان بضع كلمات و أحكام !؟ هل من الصعب أن يدرك الإنسان أن الأعمال العظيمة تتحدث عن أصحابها لماذا يسرف هؤلاء الناجحون بالحديث عن نجاحاتهم وكأنهم يشكون فيها !؟ ولماذا تقام المعارك أصلاً ؟ و لماذا لا يتعاملون مع الآخرين بلطف وحذر ؟ ثم يعودون لأهدافهم والتركيز عليها؟!لم يرحل النجاح عن احد قط بل الراحلون همُ .أما بالنسبة لسؤالك الثاني .لا أعتقد أن القصة قصة إخبار فقط ، العمل مثل الحياة ، هل في الحياة مقادير ثابته للنجاح ؟ إطلاقاً . لا يمكن أن تلتقي بشخص يخبرك ب كلمات ستكون السبب في نجاحك ٣٠ عام أو أكثر . ولكن عندما أعود لتأمل مسيرتي الطويلة في العمل فأعتقد أن نجاحي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى جاء من حبي لتعلم كل شيء و خاصة تلك الأمور التي ستكون سبب في تطور عملي بشكل خاص ، أيضا وكما ذكرت سابقاً تركيزي على أهدافي لا أذكر اني نسيتها في أيامي الهادئة أو العاصفة . وحتى اكون صادقة جدا معك كنت افتقد في بدايات عملي لشخص خبير لأن الخبير سيختصر عليك الكثير من الأيام وربما السنوات . جميعنا نحتاج للخبرة ولن تأتي هذه الخبرة إلا بزمن ليس بقليل ، لذلك يعطيك الخبير تلك السنوات بتحليل المواقف وطرح الإجابات ، سيحول الخبير بينك وبين الوقوع وبينك وبين الصدمات أو الخيارات الخاطئة . لذلك اليوم حريصة كل الحرص أن أقدم للأشخاص كل النصائح التي كنت أحتاجها في بداياتي ، انا اليوم الخبيرة التي كنت أحتاجها بالأمس .ولكن عندما يتعذر على الإنسان إيجاد خبير في مجاله ، عليه أن يذهب للمكتبة ، فعندما يمسك بكتاب معين فهو يلتقي بخبير ترك بين يديه خلاصة تجاربه . المعنى أما أن تستجيب لهمسة الغار اقرأ أو تنطلق كموسى تبحث عن الخضر في الحياة العملية .
و الآن ماذا عنك حدثيني عن آخر كتاب قراته ؟
عزيزي القارئ هل تعرف جوهر الحياة ؟ هو أن لا تتوقف عن الأسئلة.
أ. أسماء بنت راشد العبداللطيف.